شوقي الجامع المانع

نعرف أحمد شوقي شاعراً، فهل نعرفه ناثراً ؟

لم أعثر على كتاب ( أسواق الذهب ) في هذا المنتدى. لذلك ارتأيت ترصيع المنتدى بهذه الدرة الفريدة لأمير القوافي.

الكتاب يشتمل على حكم و أمثال و خواطر أحمد شوقي، بل حتى على رشق بعض شخصيات المجتمع بسهام بيانه إذا ما اراد ذلك، فكما أن لديه في المدح مآرب، له في الهجاء مشارب.

يقول مثلاً عن الكاتب العمومي:
تمثالٌ من الجهل العام صنعته القرون و الأجيال، حفاره عبث الحاكم و طينته غفلة المحكوم، و هو الأمية على قارعة الطريق لا يجمعه و الحضارة مكان.

ثم يرمي الشيخ المهندم فيقول:
أيها الشيخ المهندم المقذذ: ما غرك بالسن حتى لبست للصبا ثيابه، و نازعت حفيدك شبابه. إنما مثلك في هذا البريق المزور، و هذه النضارة المصطنعة، كمثل الضرس المحشو المكسو، نزع منه العصب، و خلع عليه الذهب.


أما حكمه تحت عنوان خواطر، فهي للنثر أساور، و للسجع مآثر.
كأمثلة:
- أصدقاء السياسة أعداءٌ عند الرياسة ( و كأن شوقي يتابع أخبارنا هته الأيام.. واعجبي)
- الفتيات نائمات فإذا تزوجن انتبهن، و الفتيان سكارى فإذا تزوجوا صحوا.
- كبر الصغير قبيح كتواضعه، كلاهما في غير موضعه.

أسواق الذهب كتاب لا يجوز أن تخلو منه مكتبة أي عاشق للقوافي.